يقول جبرا ابراهيم جبرا :
( وأذا راح الفنانون يبحثون عن أسلوب يصلهم من ناحية بأرضهم وترابهم ويصلهم في الوقت نفسه بالأساليب المتطورة في العالم ، أنصرف خالد الجادر الى بحثه بتكنيك انطباعي يستخدمه في تصوير واقع الناس وواقع الطبيعة لا سيما في الريف ، ضربات فرشاة كبيرة وألوان يغلب عليها الأزرق والرمادي يحاول بها النزول بالمرئيات الفسيحة الى خلاصتها الأخيرة المعبرة عن مشاهد فسيحة وهو يراها في حركة يرفض أن يقولها في تكوين معين غير الذي تنتهي اليه سيولة الحركة نفسها في رسومات تلقائية نادرا ما نراه في أعمال الآخرين الذين يورثون سيطرة الشكل المدروس وتبدو هذه التلقائية على اجملها في تخطيطاته السوداء الجياشة بخطوطها العريضة ) ويقول خالد في مقابلة في أذاعة بغداد :
(( اذا كان الفن كما الحب وسيطا بين الانسان وكل الأشياء والتاريخ فهل استطاع الفنان التشكيلي العراقي عبر تلك الرؤيا وعبر تعامله المتواصل مع اللون جعل اللون مواكبا التحولات الجديدة وعلى مختلف الأصعدة التي يشهدها بلدنا الحبيب …ويضيف الجادر : حينما أبسط رؤيا للشكل ويتعاقب ذلك التبسيط بحيث يفقد الجوهر ارتباطه فليس عندي من حل جمالي يفيض الوحدة في عملي غير المفردات التجريدية فهي خير عون لأسداء المعاونة الخيالية في إيصال نقاط الضعف بعضها على أن يكون ذلك بغير اعتباط بالنسبة للوقع والتلاصق الموسيقى للصورة ))
ويقول خالد الجادر عن أعماله : ( يجب أن لا نكرر بأننا ننقل الموضوع ، بل يجب أن نكرر بأننا نخلق الشكل ، يجب دائما ملاحظة المجموع داخل الصورة وليس أجزاء الموضوع متفرقة ولا التفاصيل ) أ، تكرار الالوان المنتقاة في مواضيع متباينة تصل عند خالد الى حد الوضوح والقوة الامكانية وأن مزايا هذا الواقع الحيوي الذي يساهم الفنان خالد في صنعه تتجلى ضمن الإطار الزمني للمساحة اللونية ، فهي ليست مجرد حقيقة علمية – بصرية أو بسيكولوجية – إنسانية . أن معاناة خالد ولو أعجت ليست فردية ولا تتحكم فيها النزوات الخاصة ولا المزاج الذي يطرأ على الفنان ، أبدا لم يكن كذلك ، فخالد الإنسان ظل وفيا للإنسان ومعاناته هي معاناة الناس جميعا وهو باستمرار مواكب لهذه المعاناة وفي وسط احداقها وهي حالة ريادية ورمزا ذو فرادة . وللتعبير عن هذه الحالة يقول خالد : (( أن الفن ومنذ وقت طويل كان لصيقا بالأزمات الإنسانية الذاتية والاجتماعية والرسم عموما فن مازال غير سهل التصميم …باعتبارات الفنون مازالت في هذه المجتمعات لصيقة بمبادرات الفرد والتجمعات )) وفي حوار له مع الشاعر الراحل بلند الحيدري يقول [ وباختلاف اللغات بين الشاعر والرسام فعلى الأخير منها أن يعي أدواته وعيا اجتماعيا بحيث تبقى الصورة عطاء ايجاريا لا تفسيرا من خلال نضج الناظر اليها ، عليه أن يتم التجربة بينة وبين المتفرج لأدراك المعاني المنطوية عليها الصورة والتي تشير اليها بطرف خفي .. وإلا سقطت الصورة في الشكلية الأعلانية السمجة بوضوحها وبروز الهدف منها بشكل يحيد بها عن مفهوم الفن ]
---إذن من هو هذا الفنان المثابر الذي لم يهدأ حتى خر صريعا وهو في ذروة تألقه الفني .
يكتب محمد الجزائري : ( خالد الجادر مثل المبدعين الذين أحبهم وأحبوه …رحل في كانون الأول كأنه يبكر في توديع العالم ، في الشهر الأخير من السنة .
في 24/ كانون الأول رحل بدر شاكر السياب عام 1964
في 22/ كانون الأول رحل كاظم حيدر عام 1985
في 20 / كانون الأول رحل خالد الجادر عام 1988
هل هي مصادفة ؟ أن يلتحق خالد الجادر بركب المبدعين في مطلع كانون الأول من عام 1988 ؟ هذه المره لم يسعفه قلبه رغم كل التقنيات الموجودة في المستشفى السعودي وعاد الى عراقه محمولا على أكتاف أحبته وليستق في أبديته الى جوار الغزالي .
ولد في عام 1924 ورغم دخوله كلية الحقوق وتخرجه منها ، وتأسيسه رابطة الحقوق للرسم عام 1946 كان الفن هاجسه حيث درس وتخرج من معهد الفنون الجميلة ببغداد ليوفد الى باريس فينال المدالية الذهبية مرتين في الرسم ولينتخب عضوا في صالون باريس ثم يحصل على الدكتوراه في الآداب ( تاريخ الفن الاسلامي ) بدرجة شرف بعد عودة الى بغداد قام بتدريس الرسم وتاريخ الفن في جامعة بغداد ثم عين عميداً لمعهد الفنون الجميلة بعدها عميداً لأكاديمية الفنون الجميلة عند تأسيسها وشغل رئاسة اللجنة الوطنية للفنون التشكيلية التابعة لليونسكو وعضو اللجنة الثقافية العليا ورئاسة جمعية الفنانين العراقيين ومن ثم أميناً لسر الاتحاد العام للفنانين التشكيليين العرب .
---أول معارضه الشخصية بغداد 1955
---برلين عام 1955 / 1957
--- براغ عام 1960 / 1968
---بوخاريست – الدنمارك – السعودية عام 1973
---برلين عام 1977
وله معارض في المغرب .
وهناك مزية تجلت في أعماله منذ السبعينات وهي الغاء التسطيح ، جمع المستويين العمودي والأفقي في منظور جديد ، البعيد لا يختفي بل يتجلى ، وكأنه في مقدمة اللوحة الغاء حجاب القريب للبعيد .
حسين الهلالي
المصادر
01خالد الجادر / راحل لم يرحل د . وليد الجادر بغداد / وزارة الثقافة والإعلام
02مجلة الرواق / وزارة الثقافة والفنون / بغداد
03البيانات الفنية في العراق / شاكر حسن آل سعيد / وزارة الاعلام / مديرية الفنون العامة
04الموسوعة الصغيرة العدد/43 / المصادر الأساسية للفنان التشكيلي المعاصر في العراق / عادل كامل
05 التراث الشعبي العدد/10/1977
( وأذا راح الفنانون يبحثون عن أسلوب يصلهم من ناحية بأرضهم وترابهم ويصلهم في الوقت نفسه بالأساليب المتطورة في العالم ، أنصرف خالد الجادر الى بحثه بتكنيك انطباعي يستخدمه في تصوير واقع الناس وواقع الطبيعة لا سيما في الريف ، ضربات فرشاة كبيرة وألوان يغلب عليها الأزرق والرمادي يحاول بها النزول بالمرئيات الفسيحة الى خلاصتها الأخيرة المعبرة عن مشاهد فسيحة وهو يراها في حركة يرفض أن يقولها في تكوين معين غير الذي تنتهي اليه سيولة الحركة نفسها في رسومات تلقائية نادرا ما نراه في أعمال الآخرين الذين يورثون سيطرة الشكل المدروس وتبدو هذه التلقائية على اجملها في تخطيطاته السوداء الجياشة بخطوطها العريضة ) ويقول خالد في مقابلة في أذاعة بغداد :
(( اذا كان الفن كما الحب وسيطا بين الانسان وكل الأشياء والتاريخ فهل استطاع الفنان التشكيلي العراقي عبر تلك الرؤيا وعبر تعامله المتواصل مع اللون جعل اللون مواكبا التحولات الجديدة وعلى مختلف الأصعدة التي يشهدها بلدنا الحبيب …ويضيف الجادر : حينما أبسط رؤيا للشكل ويتعاقب ذلك التبسيط بحيث يفقد الجوهر ارتباطه فليس عندي من حل جمالي يفيض الوحدة في عملي غير المفردات التجريدية فهي خير عون لأسداء المعاونة الخيالية في إيصال نقاط الضعف بعضها على أن يكون ذلك بغير اعتباط بالنسبة للوقع والتلاصق الموسيقى للصورة ))
ويقول خالد الجادر عن أعماله : ( يجب أن لا نكرر بأننا ننقل الموضوع ، بل يجب أن نكرر بأننا نخلق الشكل ، يجب دائما ملاحظة المجموع داخل الصورة وليس أجزاء الموضوع متفرقة ولا التفاصيل ) أ، تكرار الالوان المنتقاة في مواضيع متباينة تصل عند خالد الى حد الوضوح والقوة الامكانية وأن مزايا هذا الواقع الحيوي الذي يساهم الفنان خالد في صنعه تتجلى ضمن الإطار الزمني للمساحة اللونية ، فهي ليست مجرد حقيقة علمية – بصرية أو بسيكولوجية – إنسانية . أن معاناة خالد ولو أعجت ليست فردية ولا تتحكم فيها النزوات الخاصة ولا المزاج الذي يطرأ على الفنان ، أبدا لم يكن كذلك ، فخالد الإنسان ظل وفيا للإنسان ومعاناته هي معاناة الناس جميعا وهو باستمرار مواكب لهذه المعاناة وفي وسط احداقها وهي حالة ريادية ورمزا ذو فرادة . وللتعبير عن هذه الحالة يقول خالد : (( أن الفن ومنذ وقت طويل كان لصيقا بالأزمات الإنسانية الذاتية والاجتماعية والرسم عموما فن مازال غير سهل التصميم …باعتبارات الفنون مازالت في هذه المجتمعات لصيقة بمبادرات الفرد والتجمعات )) وفي حوار له مع الشاعر الراحل بلند الحيدري يقول [ وباختلاف اللغات بين الشاعر والرسام فعلى الأخير منها أن يعي أدواته وعيا اجتماعيا بحيث تبقى الصورة عطاء ايجاريا لا تفسيرا من خلال نضج الناظر اليها ، عليه أن يتم التجربة بينة وبين المتفرج لأدراك المعاني المنطوية عليها الصورة والتي تشير اليها بطرف خفي .. وإلا سقطت الصورة في الشكلية الأعلانية السمجة بوضوحها وبروز الهدف منها بشكل يحيد بها عن مفهوم الفن ]
---إذن من هو هذا الفنان المثابر الذي لم يهدأ حتى خر صريعا وهو في ذروة تألقه الفني .
يكتب محمد الجزائري : ( خالد الجادر مثل المبدعين الذين أحبهم وأحبوه …رحل في كانون الأول كأنه يبكر في توديع العالم ، في الشهر الأخير من السنة .
في 24/ كانون الأول رحل بدر شاكر السياب عام 1964
في 22/ كانون الأول رحل كاظم حيدر عام 1985
في 20 / كانون الأول رحل خالد الجادر عام 1988
هل هي مصادفة ؟ أن يلتحق خالد الجادر بركب المبدعين في مطلع كانون الأول من عام 1988 ؟ هذه المره لم يسعفه قلبه رغم كل التقنيات الموجودة في المستشفى السعودي وعاد الى عراقه محمولا على أكتاف أحبته وليستق في أبديته الى جوار الغزالي .
ولد في عام 1924 ورغم دخوله كلية الحقوق وتخرجه منها ، وتأسيسه رابطة الحقوق للرسم عام 1946 كان الفن هاجسه حيث درس وتخرج من معهد الفنون الجميلة ببغداد ليوفد الى باريس فينال المدالية الذهبية مرتين في الرسم ولينتخب عضوا في صالون باريس ثم يحصل على الدكتوراه في الآداب ( تاريخ الفن الاسلامي ) بدرجة شرف بعد عودة الى بغداد قام بتدريس الرسم وتاريخ الفن في جامعة بغداد ثم عين عميداً لمعهد الفنون الجميلة بعدها عميداً لأكاديمية الفنون الجميلة عند تأسيسها وشغل رئاسة اللجنة الوطنية للفنون التشكيلية التابعة لليونسكو وعضو اللجنة الثقافية العليا ورئاسة جمعية الفنانين العراقيين ومن ثم أميناً لسر الاتحاد العام للفنانين التشكيليين العرب .
---أول معارضه الشخصية بغداد 1955
---برلين عام 1955 / 1957
--- براغ عام 1960 / 1968
---بوخاريست – الدنمارك – السعودية عام 1973
---برلين عام 1977
وله معارض في المغرب .
وهناك مزية تجلت في أعماله منذ السبعينات وهي الغاء التسطيح ، جمع المستويين العمودي والأفقي في منظور جديد ، البعيد لا يختفي بل يتجلى ، وكأنه في مقدمة اللوحة الغاء حجاب القريب للبعيد .
حسين الهلالي
المصادر
01خالد الجادر / راحل لم يرحل د . وليد الجادر بغداد / وزارة الثقافة والإعلام
02مجلة الرواق / وزارة الثقافة والفنون / بغداد
03البيانات الفنية في العراق / شاكر حسن آل سعيد / وزارة الاعلام / مديرية الفنون العامة
04الموسوعة الصغيرة العدد/43 / المصادر الأساسية للفنان التشكيلي المعاصر في العراق / عادل كامل
05 التراث الشعبي العدد/10/1977
الأحد يونيو 29, 2014 1:49 am من طرف مصطفى الروحاني
» قصيدة هبة الله للشاعر العراقي عبدالله النائلي
الأحد يونيو 29, 2014 1:45 am من طرف مصطفى الروحاني
» رثائية حبيب للشاعر العراقي عبدالله النائلي
الأحد يونيو 29, 2014 1:44 am من طرف مصطفى الروحاني
» تعبان مثل العشگ
الإثنين أكتوبر 17, 2011 2:23 pm من طرف الفراشه الحالمه
» اشتقت اليـــــــك
الإثنين أكتوبر 17, 2011 3:20 am من طرف الفراشه الحالمه
» اخاف عليك من روحي
الإثنين أكتوبر 17, 2011 3:14 am من طرف الفراشه الحالمه
» نهر عطشان
الإثنين أكتوبر 17, 2011 3:08 am من طرف الفراشه الحالمه
» مرثية ليست اخيرة
السبت يونيو 18, 2011 7:00 pm من طرف سامي عبد المنعم
» رحيم الغالبي ..... لك العافية
السبت يونيو 18, 2011 9:16 am من طرف كامل الغزي
» تجليات الفنان الفطري حمد ماضي
الجمعة مايو 27, 2011 11:21 am من طرف كامل الغزي