جذور الفن السومري
/القسم الأول /حسين الهلالي
[img][/img
اذا كان المحرك الاول للفن العراقي القديم هو التقديس فأن الفنان كان يضفي على اعماله مسحه من الخيال والرهبه والغرابه ،لا يمكن اعطاؤها تفسيرا معينا او تطبيق اسلوب من الاساليب عليها،لذاكانت الفتره السحيقه في القديم تخفي معها فنا خفيا يصعب ايجاد طريق الى معرفة تطورةلذىفان مؤرخ الفن الذي لم يكن قادرا على ان يضعها فى اسلوبها ،قد اخذ يرتد الى ظروف اكتشفها عندما يحدد تارخها .
ولو ارتضنا بوجود التماثيل و الدمى الصغيرة كما فرضها واقع وجودها بين ايدينا بعد ان كانت تنام في اعماقا الطبقات الثريه للمدن السومريه لوجدنا انها غريبة الاشكال ولاتمت بصله الى الواقع بشيء فاكثر اشكالها ذات اصل خرافي وصناعتها ساذجه ،وهي تشبه الاشكال التي وجدت في حضرات متباينه ،مع هذا فانها تمتلك الاصاله والانتماءالى العصر الذى وجدت فيه ،ولايخرج فنان تلك العصور عن نظرةالتقديس التي يحملها ويرغب بها الافراد المعاصرون له والذين يرتبطون معه بصفة التقديس والخوف من شيء مجهول ،يعطونه تفسيرا محددا،
وكلما تزداد التماثيل تعقيدا وتنتهي بالنوع الخرافي يكون الاطمئنان اكثر عندالفنان لانه عبر بشكل معقد عن هذا
المجهول ،لذلك نرى التعبير يأخذ مدى واسع من الحريه في العمل ولايوجد شيء محدد يفرض عليه في تغير اسلوبه اوحذف اواضافة شيء اليه غير صادر عن قناعته . لقد جاءت صناعه الدمى الفخاريه والفخاريات تحديدا
لحرية الفنان التلقائيه لما لهذه الفخاريات من صفه هندسيه من ناحيه التصميم وتمتاز باسلوب واحد ،تتفرضه الحاجه والذوق في البيت السومري وقد تجلى هذا الأختيار في ارفع صوره بأختيار الكاسات والاقداح الذهبيه للملكه –بوبي-ابي –شبعاد في عصر السلاله الثالثه لقدخلق هذا الفنان تدفق من خلال افاق الحريه ،اكثر من التماثيل التي اعتمدت للمعبودات والهة الخصب والهة افاغ .لقد مهد هذا التيار الحر الى ظهور اشكال بشريه على نطاق واسع تمتلك سمات وميزات قلما نجدها في اساليب النحت المعاصر لها فالتصرف في الاطراف والوجه والتأكيد على وضعية التعبير تجعلنا لا نبتعد عن فنان الدمى الاولى الذي حصر اهتمامه في هذا الاتجاه صيغ التصرف ما زالت بيد الفنان والتي تمنحه الاستقلاليه وتحد من عطائه المتواصل وهو المعفي من الزراعه في التكوين الاول كما تاكد المصادر التأريخيه ذالك لقد منحته افاق الحريه ان يصل الى الاعمال المتطوره اللاحقه –مثل معبودة حلب التي ما زالت تمتلك صفة الحلم والغرابه وعدم الاقتراب من الشبه والتطابق مع عالم المرئي .
ان اقتراب هذه التماثيل من الصفه الانسانيه جعلها اكثر ادراكا لوجودها واقرب فهمها لبعض تفاصيلها، لكنها تغيب عنها في سر العيون الكبيره المحدقه بالبعد اللامتناهي والتي ركز عليها فنان وادي الرافدين واصبحت ميزه من ميزات
الفن السومري وخاصه في المتعبدين الذين يؤسسون موقعها يبعث الرهبه المخيفه لحالة التعبد،ومهما يكن فأن الفنان يحاول ان ينأى بتماثيله عن حاله البشر الاعتياديه ويحلق بها في عالم المجهول في الحريه الذاتيه الممنوحه له،الا انتماثيل العبودات والمعبودين لا يسح بها بالاقتراب من عالم البشر الا ما اوجدته الحاله التعبيريه الملحه ،مثال ذلك تماثيل الاله ابو ) في (الالف الثالث قبل الميلاد)ان كل المنحوتات التي تجرد التماثيل من ماهية الانسان ،هو اسلوب (
مقصود من قبل الفنان ليأى بالتماثيل عن صفه البشر ويقربها الى صفه الالوهيه كما يعتقد ذلك ،لذا ظلت العيون من
العظام والقار هي سمات متوارثه بين اجيال من الفنانين وعبر عصور تاريخيه سلالات سومريه ورغم كوننا لانعرف عن صناعة التماثيل في العهد السابق للسومرين ولاتعرض اسماء الفنانين الذين قاموا بعمل الدمى والتماثيل والفخاريات لكننا عندما نجد ان هناك اشياء عالية الوجود ومصنوعه بدقه متناهيه لابد لنا من القول والجزم ان هناك فنانين كبار قدموا عصارة فكرهم ،ومنحوا هذه الاعمال من خيالهم الخصب المتألق الشيء الكثير حتى ظهرت بصفتها الابداعيه واصبحت تمثل فن بلاد الرافدين بحق .
.jpg[/[img][img]https://i.servimg.com/u/f84/14/04/78/13/uooo0012img][/img]
]
/القسم الأول /حسين الهلالي
[img][/img
اذا كان المحرك الاول للفن العراقي القديم هو التقديس فأن الفنان كان يضفي على اعماله مسحه من الخيال والرهبه والغرابه ،لا يمكن اعطاؤها تفسيرا معينا او تطبيق اسلوب من الاساليب عليها،لذاكانت الفتره السحيقه في القديم تخفي معها فنا خفيا يصعب ايجاد طريق الى معرفة تطورةلذىفان مؤرخ الفن الذي لم يكن قادرا على ان يضعها فى اسلوبها ،قد اخذ يرتد الى ظروف اكتشفها عندما يحدد تارخها .
ولو ارتضنا بوجود التماثيل و الدمى الصغيرة كما فرضها واقع وجودها بين ايدينا بعد ان كانت تنام في اعماقا الطبقات الثريه للمدن السومريه لوجدنا انها غريبة الاشكال ولاتمت بصله الى الواقع بشيء فاكثر اشكالها ذات اصل خرافي وصناعتها ساذجه ،وهي تشبه الاشكال التي وجدت في حضرات متباينه ،مع هذا فانها تمتلك الاصاله والانتماءالى العصر الذى وجدت فيه ،ولايخرج فنان تلك العصور عن نظرةالتقديس التي يحملها ويرغب بها الافراد المعاصرون له والذين يرتبطون معه بصفة التقديس والخوف من شيء مجهول ،يعطونه تفسيرا محددا،
وكلما تزداد التماثيل تعقيدا وتنتهي بالنوع الخرافي يكون الاطمئنان اكثر عندالفنان لانه عبر بشكل معقد عن هذا
المجهول ،لذلك نرى التعبير يأخذ مدى واسع من الحريه في العمل ولايوجد شيء محدد يفرض عليه في تغير اسلوبه اوحذف اواضافة شيء اليه غير صادر عن قناعته . لقد جاءت صناعه الدمى الفخاريه والفخاريات تحديدا
لحرية الفنان التلقائيه لما لهذه الفخاريات من صفه هندسيه من ناحيه التصميم وتمتاز باسلوب واحد ،تتفرضه الحاجه والذوق في البيت السومري وقد تجلى هذا الأختيار في ارفع صوره بأختيار الكاسات والاقداح الذهبيه للملكه –بوبي-ابي –شبعاد في عصر السلاله الثالثه لقدخلق هذا الفنان تدفق من خلال افاق الحريه ،اكثر من التماثيل التي اعتمدت للمعبودات والهة الخصب والهة افاغ .لقد مهد هذا التيار الحر الى ظهور اشكال بشريه على نطاق واسع تمتلك سمات وميزات قلما نجدها في اساليب النحت المعاصر لها فالتصرف في الاطراف والوجه والتأكيد على وضعية التعبير تجعلنا لا نبتعد عن فنان الدمى الاولى الذي حصر اهتمامه في هذا الاتجاه صيغ التصرف ما زالت بيد الفنان والتي تمنحه الاستقلاليه وتحد من عطائه المتواصل وهو المعفي من الزراعه في التكوين الاول كما تاكد المصادر التأريخيه ذالك لقد منحته افاق الحريه ان يصل الى الاعمال المتطوره اللاحقه –مثل معبودة حلب التي ما زالت تمتلك صفة الحلم والغرابه وعدم الاقتراب من الشبه والتطابق مع عالم المرئي .
ان اقتراب هذه التماثيل من الصفه الانسانيه جعلها اكثر ادراكا لوجودها واقرب فهمها لبعض تفاصيلها، لكنها تغيب عنها في سر العيون الكبيره المحدقه بالبعد اللامتناهي والتي ركز عليها فنان وادي الرافدين واصبحت ميزه من ميزات
الفن السومري وخاصه في المتعبدين الذين يؤسسون موقعها يبعث الرهبه المخيفه لحالة التعبد،ومهما يكن فأن الفنان يحاول ان ينأى بتماثيله عن حاله البشر الاعتياديه ويحلق بها في عالم المجهول في الحريه الذاتيه الممنوحه له،الا انتماثيل العبودات والمعبودين لا يسح بها بالاقتراب من عالم البشر الا ما اوجدته الحاله التعبيريه الملحه ،مثال ذلك تماثيل الاله ابو ) في (الالف الثالث قبل الميلاد)ان كل المنحوتات التي تجرد التماثيل من ماهية الانسان ،هو اسلوب (
مقصود من قبل الفنان ليأى بالتماثيل عن صفه البشر ويقربها الى صفه الالوهيه كما يعتقد ذلك ،لذا ظلت العيون من
العظام والقار هي سمات متوارثه بين اجيال من الفنانين وعبر عصور تاريخيه سلالات سومريه ورغم كوننا لانعرف عن صناعة التماثيل في العهد السابق للسومرين ولاتعرض اسماء الفنانين الذين قاموا بعمل الدمى والتماثيل والفخاريات لكننا عندما نجد ان هناك اشياء عالية الوجود ومصنوعه بدقه متناهيه لابد لنا من القول والجزم ان هناك فنانين كبار قدموا عصارة فكرهم ،ومنحوا هذه الاعمال من خيالهم الخصب المتألق الشيء الكثير حتى ظهرت بصفتها الابداعيه واصبحت تمثل فن بلاد الرافدين بحق .
.jpg[/[img][img]https://i.servimg.com/u/f84/14/04/78/13/uooo0012img][/img]
]
الأحد يونيو 29, 2014 1:49 am من طرف مصطفى الروحاني
» قصيدة هبة الله للشاعر العراقي عبدالله النائلي
الأحد يونيو 29, 2014 1:45 am من طرف مصطفى الروحاني
» رثائية حبيب للشاعر العراقي عبدالله النائلي
الأحد يونيو 29, 2014 1:44 am من طرف مصطفى الروحاني
» تعبان مثل العشگ
الإثنين أكتوبر 17, 2011 2:23 pm من طرف الفراشه الحالمه
» اشتقت اليـــــــك
الإثنين أكتوبر 17, 2011 3:20 am من طرف الفراشه الحالمه
» اخاف عليك من روحي
الإثنين أكتوبر 17, 2011 3:14 am من طرف الفراشه الحالمه
» نهر عطشان
الإثنين أكتوبر 17, 2011 3:08 am من طرف الفراشه الحالمه
» مرثية ليست اخيرة
السبت يونيو 18, 2011 7:00 pm من طرف سامي عبد المنعم
» رحيم الغالبي ..... لك العافية
السبت يونيو 18, 2011 9:16 am من طرف كامل الغزي
» تجليات الفنان الفطري حمد ماضي
الجمعة مايو 27, 2011 11:21 am من طرف كامل الغزي