حسين الهلالي بين ضفاق الغراف والأبداع
سيرة ابداعية على ومضات
بقلم / الكاتبة والشاعرة / انانا الأمير
الومضة الأولى
كانت فكرة الكتابة عن الفنان حسين الهلالي تنتظر ومضة لشرارة صغيرة بين سحب الكلمات المتجمعة ؛ لتنهمر على أثرها السطور فتعشوشب الأوراق ، وهي تقص رحلة الإبداع بين بحار اللون ،ومرافيء القلم ؛ حيث يتنقل الهلالي بينهما في مواسم متعاقبة للجنى الفني ؛ فكان دوما موسم الشتاء زاخرا بمحصول الرّسم وموسم الصيف للكتابة ، ومابينهما ... للتأمل ، وحكايات من الريف وبحث عن موروث شعبي أو سومري وأبوذيات وجلسات عند ضفاف الغرّاف ..
الجميل ان هذه الومضة جاءتني على غير انتظار ، وَمَضَتْ هكذا كضوء " فلاش " أمامي . ..
نعم ؛ فحين هاتفني الهلالي و قال لي : " اني ارتقي السّلم متوجها الى مرسمي " ..!
لاأدري ..! لقد ابتسمت أساريري كلها ، وأصابتني الدهشة ؛ فبتُّ كأني أراه مرتقيا نحو مرسمه .
هيأتْ لي شواردي صورةً لملمتها مما قصَّه لي عن المرسم ومحتوياته . كانت الصورة تزداد سطوعا في كل خطوة له حتى بدا لي المنظر المتتناسق يجمع كل من السلم والهلالي ، كأني كنت المح خطواته على سلم نصف معتم وهي تقيس المسافة بين مامضى من ذكريات وحكايات وابداع وبين إلهام آت ٍله هذه الليلة ؛ بل ويقيس لحظات انتظار دخوله صالة الولادة ..(صومعة الابداع )كما وصفها صديقه الاديب موسى الشطري ..
باغتني قائلا : " أنا الآن في المرسم "
لاأدري متى دخل المرسم ، بل لاأذكر مادار من حديث بيننا في اللحظات الممتدة بين السلم والمرسم فقد كنت الملم اجزاء تلك الصورة ، أحاول القبض بقوة على تلك الومضة كي لاتفلت مني ؛ فقد انتظرتها طويلا . !
سألته : وسجّادة الكاشان ؟
اجابني : مازالت كما هي ؛ تلهمني اللون والفكرة كلما فلتا من فرشاتي ..!
أذكر انه حدثني أكثر من مرة عن سجّادة الكاشان حتى شغفت بحكايتها ، لقد لازمته طويلا في رحلة ابداعه ، ولم تغادر مرسمه منذ دخولها إليه ، بل وانتظرته حتى في سنوات أسره ...
حين أرسل صورتها لي بعد ان افصحت له عن رغبتي في رؤيتي لها و(فعلا بعثها ورأيتها ) ؛ سكنتني مفاجاة غير متوقعة ؛ فلقد قفزت إلى ذاكرتي كل اللوحات التي كانت بتناص ٍ لوني بديع ومتناغم بينها وبين صورة السّجادة ، وأخصُّ اللون الأصفر بالذكرى ...
أسرّني مرّة ان السجادة تلك ذات الابعاد x3 2 مترا قد اشترتها زوجته الحاجة " أم علي " من سيدة اسمها الحاجة لطيفة ، ثم اكملت ام علي المعلومة قائلة :"انها الحاجة لطيفة من بيت سعدون القصاب ، لقد اشتريتها بعشرين دينارا مما أثار أهلي بسبب سعرها الغالي وقتذاك . كان ذاك في العام 1968 ؛ وقت عمل الحاج أبو علي في المملكة العربية السعودية ".
لقد كبرت معه ، ولم تغادره ، انها تحفظ كل تفاصيل ذكرياته ويومياته ؛ " المنقلة " ودلال القهوة وأبريق الشّاي ، إنه يحيى الذكريات في الألوان ؛ ألوان السجادة تتجدد فتتجدد معها الذكريات ؛ ذكريات كل لوحة رسمها أو بدأ برسمها ، وربما حتى تلك التي هربت منه فكرتها فحطمها ...!!
لقد احتسى القهوة وهو يتأملها ويجري بخياله مع نقوشها . نكهة القهوة لها طعم خاص في حضرتها ومذاق لايضاهى ؛ مذاقها الذكريات الجميلة التي جمعته مع رفاق الأبداع ؛ فلقد جالسه عليها رفيق إبداعه الروائي الكبير عبد الرحمن مجيد الربيعي ، وموسى الشطري ،واحمد الباقري وانها كانت في يوم ما مجلسا لمجموعة من التراثيين يلتقون بطقوس قد تكون يومية امتدت من 1965 وحتى عام 1982 حين وقع في الأسر أبان الحرب العراقية الإيرانية
حين علمت بأمر مجالسة الرّوائي عبد الرّحمن الربيعي له عليها انتابني الفضول لمعرفة مابجعبة عبد الرحمن الربيعي من ذكريات عنها فاخذت رقم هاتفه من إبنه الكاتب حيدر الربيعي الذي أبلغ والده عن رغبتي في إعداد الكتاب ، فأجاب والده بانه ينتظر المكالمة . لكن وجدت ان ركام الذكريات قد حجب الوان السّجادة عن الربيعي ، لكنه حدثني عن جمالية فن السّجاد العراقي ، وانباني ان نقوشه ملهمة للإبداع وان الفنانين يقفون بحضرته صامتين ويغترفون من الإلهام ماشاء لهم ...
سيرة ابداعية على ومضات
بقلم / الكاتبة والشاعرة / انانا الأمير
الومضة الأولى
كانت فكرة الكتابة عن الفنان حسين الهلالي تنتظر ومضة لشرارة صغيرة بين سحب الكلمات المتجمعة ؛ لتنهمر على أثرها السطور فتعشوشب الأوراق ، وهي تقص رحلة الإبداع بين بحار اللون ،ومرافيء القلم ؛ حيث يتنقل الهلالي بينهما في مواسم متعاقبة للجنى الفني ؛ فكان دوما موسم الشتاء زاخرا بمحصول الرّسم وموسم الصيف للكتابة ، ومابينهما ... للتأمل ، وحكايات من الريف وبحث عن موروث شعبي أو سومري وأبوذيات وجلسات عند ضفاف الغرّاف ..
الجميل ان هذه الومضة جاءتني على غير انتظار ، وَمَضَتْ هكذا كضوء " فلاش " أمامي . ..
نعم ؛ فحين هاتفني الهلالي و قال لي : " اني ارتقي السّلم متوجها الى مرسمي " ..!
لاأدري ..! لقد ابتسمت أساريري كلها ، وأصابتني الدهشة ؛ فبتُّ كأني أراه مرتقيا نحو مرسمه .
هيأتْ لي شواردي صورةً لملمتها مما قصَّه لي عن المرسم ومحتوياته . كانت الصورة تزداد سطوعا في كل خطوة له حتى بدا لي المنظر المتتناسق يجمع كل من السلم والهلالي ، كأني كنت المح خطواته على سلم نصف معتم وهي تقيس المسافة بين مامضى من ذكريات وحكايات وابداع وبين إلهام آت ٍله هذه الليلة ؛ بل ويقيس لحظات انتظار دخوله صالة الولادة ..(صومعة الابداع )كما وصفها صديقه الاديب موسى الشطري ..
باغتني قائلا : " أنا الآن في المرسم "
لاأدري متى دخل المرسم ، بل لاأذكر مادار من حديث بيننا في اللحظات الممتدة بين السلم والمرسم فقد كنت الملم اجزاء تلك الصورة ، أحاول القبض بقوة على تلك الومضة كي لاتفلت مني ؛ فقد انتظرتها طويلا . !
سألته : وسجّادة الكاشان ؟
اجابني : مازالت كما هي ؛ تلهمني اللون والفكرة كلما فلتا من فرشاتي ..!
أذكر انه حدثني أكثر من مرة عن سجّادة الكاشان حتى شغفت بحكايتها ، لقد لازمته طويلا في رحلة ابداعه ، ولم تغادر مرسمه منذ دخولها إليه ، بل وانتظرته حتى في سنوات أسره ...
حين أرسل صورتها لي بعد ان افصحت له عن رغبتي في رؤيتي لها و(فعلا بعثها ورأيتها ) ؛ سكنتني مفاجاة غير متوقعة ؛ فلقد قفزت إلى ذاكرتي كل اللوحات التي كانت بتناص ٍ لوني بديع ومتناغم بينها وبين صورة السّجادة ، وأخصُّ اللون الأصفر بالذكرى ...
أسرّني مرّة ان السجادة تلك ذات الابعاد x3 2 مترا قد اشترتها زوجته الحاجة " أم علي " من سيدة اسمها الحاجة لطيفة ، ثم اكملت ام علي المعلومة قائلة :"انها الحاجة لطيفة من بيت سعدون القصاب ، لقد اشتريتها بعشرين دينارا مما أثار أهلي بسبب سعرها الغالي وقتذاك . كان ذاك في العام 1968 ؛ وقت عمل الحاج أبو علي في المملكة العربية السعودية ".
لقد كبرت معه ، ولم تغادره ، انها تحفظ كل تفاصيل ذكرياته ويومياته ؛ " المنقلة " ودلال القهوة وأبريق الشّاي ، إنه يحيى الذكريات في الألوان ؛ ألوان السجادة تتجدد فتتجدد معها الذكريات ؛ ذكريات كل لوحة رسمها أو بدأ برسمها ، وربما حتى تلك التي هربت منه فكرتها فحطمها ...!!
لقد احتسى القهوة وهو يتأملها ويجري بخياله مع نقوشها . نكهة القهوة لها طعم خاص في حضرتها ومذاق لايضاهى ؛ مذاقها الذكريات الجميلة التي جمعته مع رفاق الأبداع ؛ فلقد جالسه عليها رفيق إبداعه الروائي الكبير عبد الرحمن مجيد الربيعي ، وموسى الشطري ،واحمد الباقري وانها كانت في يوم ما مجلسا لمجموعة من التراثيين يلتقون بطقوس قد تكون يومية امتدت من 1965 وحتى عام 1982 حين وقع في الأسر أبان الحرب العراقية الإيرانية
حين علمت بأمر مجالسة الرّوائي عبد الرّحمن الربيعي له عليها انتابني الفضول لمعرفة مابجعبة عبد الرحمن الربيعي من ذكريات عنها فاخذت رقم هاتفه من إبنه الكاتب حيدر الربيعي الذي أبلغ والده عن رغبتي في إعداد الكتاب ، فأجاب والده بانه ينتظر المكالمة . لكن وجدت ان ركام الذكريات قد حجب الوان السّجادة عن الربيعي ، لكنه حدثني عن جمالية فن السّجاد العراقي ، وانباني ان نقوشه ملهمة للإبداع وان الفنانين يقفون بحضرته صامتين ويغترفون من الإلهام ماشاء لهم ...
الأحد يونيو 29, 2014 1:49 am من طرف مصطفى الروحاني
» قصيدة هبة الله للشاعر العراقي عبدالله النائلي
الأحد يونيو 29, 2014 1:45 am من طرف مصطفى الروحاني
» رثائية حبيب للشاعر العراقي عبدالله النائلي
الأحد يونيو 29, 2014 1:44 am من طرف مصطفى الروحاني
» تعبان مثل العشگ
الإثنين أكتوبر 17, 2011 2:23 pm من طرف الفراشه الحالمه
» اشتقت اليـــــــك
الإثنين أكتوبر 17, 2011 3:20 am من طرف الفراشه الحالمه
» اخاف عليك من روحي
الإثنين أكتوبر 17, 2011 3:14 am من طرف الفراشه الحالمه
» نهر عطشان
الإثنين أكتوبر 17, 2011 3:08 am من طرف الفراشه الحالمه
» مرثية ليست اخيرة
السبت يونيو 18, 2011 7:00 pm من طرف سامي عبد المنعم
» رحيم الغالبي ..... لك العافية
السبت يونيو 18, 2011 9:16 am من طرف كامل الغزي
» تجليات الفنان الفطري حمد ماضي
الجمعة مايو 27, 2011 11:21 am من طرف كامل الغزي