مسامير جاسم المطير 1870
كلابٌ تنبح ولا تعض لا تخيف الفاسدين..!
انشغلت وسائل الإعلام العربية والعالمية خلال الأسبوعين الماضيين ، منها وكالات أنباء رويترز، التي كشفت عن أمر من أمور الفساد الإداري المتعلقة بقضية (زيوت الطعام ) المستوردة بمبلغ 57 مليون دولار تبيّن َ بعد طول خزنها في موانئ أم قصر أنها خارج طور الاستهلاك البشري بسبب اتصالها بمصطلح (الاكسباير) بعد تركها لمدة ثلاث سنوات تحت شمس ساحات الميناء لتغدو غير صالحة للاستهلاك البشري.
لم يبخل علينا البرلمان العراقي حين وصلت القضية إليه بمناقشتها ومناقشة أصولها وتوابعها من دون التقرب إلى اتخاذ الإجراءات الصادقة بحق من قام بهذا الضيم الهادر للمال العام. لم يكلف البرلمانيون أنفسهم الراضية المرضية في كل مناقشاتهم غير الرضا بمزيد من الأناة والمهل في ممارسة قرارات (التأجيل) التي صارت سمة من سمات البرلمان العراقي، الذي اعتاد على السجود ليس أمام الله وضمائرهم ، بل أمام كبرياء وعجرفة مجلس الوزراء ومستشاريه من الذين اعتادوا على تصريحاتٍ هدفها خداع الناس والبرلمان والفرار من مواجهة الواقع ومن مواجهة الفساد والفاسدين. كل المسئولين الحقيقيين عن القضية لا ينكرونها ولا ينكرون لونها الأسود الذي يصبغ وجوه وزير التجارة السابق فلاح السوداني والفاسدين من المتعاملين معه لكنهم جبناء في اتخاذ عقاب المتهمين بالفساد .
تحضرني الآن طريفة من طرائف التراث العربي الهزلي في كيفية حل المشاكل من قبل القادة والولاة والمستشارين. تقول الطريفة:
جاء ناس في القرية إلى ( الوالي) مقدمين له الشكوى بأن ثوراً ادخل رأسه في وعاء فخاري (الجرة) ولا يستطيع إخراجه منه.
قال لهم الوالي: هذا أمر حله في غاية البساطة.. اقطعوا رأس الثور وأخرجوه من الجرة.
قطعوه على الفور ، لكنهم لم يستطيعوا أن يخرجوا رأسه فقال لهم الوالي اكسروا الوعاء الفخاري فكسروه واخرجوا رأس الثور مضرجا بالدم.
بفضل ذكاء الوالي ضاع الثور والوعاء في آن واحد .
نفس الشيء ونفس (الحكمة) فعل ويفعل أصحابنا الولاة الجدد في حكومة نوري المالكي وفي البرلمان العراقي وفي وزارة التجارة فقد أوقفوا توزيع وجبة الدهون الفاسدة وربما قرروا حرقها أو تسميد بعض مزارع البصرة بدفنها فيها وضيعوا من أموال الدولة العراقية ما مقداره 57 مليون دولار بالتمام والكمال رغم أنهم لم يقطعوا (رأس الثور) في الحكومة العراقية ولم يكسروا (الجرة)..!
لا تزال دوائر الدولة العراقية خالية من رجال الأمن وشرطة النزاهة. لذلك فأن رجال الدولة ونساءها ورجال البرلمان ونساءه لا يشعرون بالخجل مما يرتكبه الفاسدون وأنهم غير قادرين على اعتقال احد منهم ومحاكمته ومعاقبته . أما رئيس الحكومة فقد صار دوره في بلادنا الإسلامية الديمقراطية حماية جميع قادة الدولة من (أشراف الأحزاب الإسلامية) ..!
كل يوم يمر علينا تبرهن فيه (حكومة الشركة الوطنية) أننا نعيش في زمن وصفه المتنبي منذ ألف عام ببيتين من الشعر:
دهرٌ ناسُه ناسٌ صغارٌ
وإن كانت لهم جثث ضخامُ
أرانبٌ غير أنهم ملوكٌ
مفتحةٌ عُيُونُهمُ نيامُ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
• قيطان الكلام:
• كلب ينبح ولا يعض لا يخيف أحداً ..!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بصرة لاهاي في 19 – 4 – 2011
الأحد يونيو 29, 2014 1:49 am من طرف مصطفى الروحاني
» قصيدة هبة الله للشاعر العراقي عبدالله النائلي
الأحد يونيو 29, 2014 1:45 am من طرف مصطفى الروحاني
» رثائية حبيب للشاعر العراقي عبدالله النائلي
الأحد يونيو 29, 2014 1:44 am من طرف مصطفى الروحاني
» تعبان مثل العشگ
الإثنين أكتوبر 17, 2011 2:23 pm من طرف الفراشه الحالمه
» اشتقت اليـــــــك
الإثنين أكتوبر 17, 2011 3:20 am من طرف الفراشه الحالمه
» اخاف عليك من روحي
الإثنين أكتوبر 17, 2011 3:14 am من طرف الفراشه الحالمه
» نهر عطشان
الإثنين أكتوبر 17, 2011 3:08 am من طرف الفراشه الحالمه
» مرثية ليست اخيرة
السبت يونيو 18, 2011 7:00 pm من طرف سامي عبد المنعم
» رحيم الغالبي ..... لك العافية
السبت يونيو 18, 2011 9:16 am من طرف كامل الغزي
» تجليات الفنان الفطري حمد ماضي
الجمعة مايو 27, 2011 11:21 am من طرف كامل الغزي