ضريح السرو مجموعة قصصية للقاص محمود يعقوب اهتمت اغلبها بالمشاكل الاجتماعية والإنسانية العامة، فلطالما رصد القاص تفاصيل الحياة وجزئياتها لينتج لنا أبطال تمثل نماذج مسحوقة فهو مدفوع بحماس واعي لبراءة أبطاله المسحوقين معتمدا على لغة السرد ومبتعدا عن لغة الإيحاء، استخدم البلاغة في النص باعتبارها الأكثر قدرة على التعبير ووظف العديد من المفردات التي استقت قيمتها من الموروث وبذل جهدا في صياغة نصه اعتمادا على ذاكرته أولا والذاكرة الجمعية ثانيا.
أي الذاكرة المعرفية العامة مما دفعه إلى ممارسة الكتابة بنمط وجنس أدبي جديد بشكله العام، لهذا السبب وصفه بعض النقاد بأنه صاحب تجربة متميزة في كتابة القصة القصيرة،من هنا نرى النص قد اشتغل وفق مخيلة الخاص التي نشط فعلها استنادا إلى بنية الحوار والجدل والاستقراء، إضافة إلى استخدامه اللغة المحكية التي جعلها مصدرا لقصصه من خلال استيفائها للشكل القصصي المستوحى من هموم الناس وأحوالهم السياسية والاجتماعية ونجح في الاستفادة من التراث الذي أعاد صياغته وأضاف إليه أبعادا جديدة أعادة له الحياة كي ينسجم مع العصر وكي يستجيب لطبيعة تلك الهموم التي يعاني منها الإنسان في هذا العصر الملتبس، محققا انسجاما بين الأدوات الفنية للقصة إضافة إلى ذلك فقد وفق في الربط بين تجربة الإنسان اليومية وبين ما هو واقع على المستوى السياسي والوطني، ففي قصته (الرجاء الصالح) والتي أهداها إلى أستاذه الدكتور شاكر خصباك وهو احد القصاصين الذين عاشوا فترة غائب طعمة فرمان ومهدي عيسى الصقر وغانم الدباغ، هذه الأسماء التي تكشف عن تحول الوعي السياسي والثقافي للقاص محمود يعقوب، فلم يلجأ إلى الرمز أو التجريد كما يفعل ألان اغلب القصاصين لأنه يريد أن يمتع القارئ بما يكتبه بسهولة ويسر مبتعدا عن كل ما هو غريب ومعقد في اللغة،وان اغلب التجارب التي عاشها يعقوب سواء في طفولته أو شبابه قد نقلها بأمانه وصدق ومن دون تحوير أو إضافة وهي تعالج بعض المشاكل الاجتماعية كونه هو الراوي في اغلب قصص المجموعة، فقد أرخ الحياة السياسية والتناقضات الاجتماعية من خلال شرائح إنسانية شاركها رحلة الاضطراب والتعثر فكان شاهدا عليها وهذا ما نلمسه في العديد من قصصه في هذه المجموعة الرائعة كما وساهم مساهمة جادة وفعلية في اكتشاف الشخصيات لحظة احتدامها بالفعل اليومي وتجسيد غربتها وضياعها في لحظة حضورها الواقعي وخاصة في قصة (كرابيت) الشخصية الحقيقية والمهاجر الارمني والوحيد الذي استوطن مدينة الشطرة حتى مات فيها، لقد رسم محمود يعقوب خريطة تاريخية للأحداث والنماذج على حد السواء، فصصه تنتمي إلى الزمان والمكان المحددين وليس إلى ذهن القاص وحدة.
أراد القاص من خلال هذه المجموعة أن يرسم نموذجا للواقع الذي يعيشه الفرد العراقي آنذاك وحاليا، الواقع العراقي المليء بالمتاعب والفوضى، الواقع الذي تسبب بهجرة نجم الغجري ونوح الصابئي وهؤلاء نماذج للكثير من العراقيين ممن هاجروا أو هجروا قديما وحديثا، لقد انتقى محمود يعقوب أبطاله كنماذج شعبية عاشت في عفويتها وبساطتها وهي تواجه واقعها البائس فجابر بائع الصور المقدسة ونجم الغجري وغيرهم من الأبطال قد صورهم القاص أدق وأجمل تصوير وهم يعانون شضف العيش في سنوات عجاف وظروف معيشية قاسية حتى انه وبذكاء القاص المبدع استطاع أن ينقل هواجس هؤلاء ليعكس من خلالهم معاناة شعب بأكمله.
اعتمد محمود الأسلوب الواقعي الذي لا ريب فيه إلا انه اقترب من الواقعية الحسية في قصة (رشقت ماء) حيث ترك لأحاسيسه حرية امتلاك فضاء النص كما يقول احد النقاد، أما قصة (النوم مبتلا) فقد رفعته إلى أعلى درجات المثل الإنسانية عندما يصف علاقته بصديق طفولته (نوح الصابئي) ابتداء من الدراسة الابتدائية حتى هجرته خارج العراق، ليؤكد من خلال هذه القصة على عمق الروابط الاجتماعية والوطنية بين أبناء الوطن الواحد بغض النظر عن الانتماءات الأخرى كالدين والقومية والمذهب، واسهم القاص كذلك بتعريف المتلقي بما هو معاش في الزمان والمكان.
أن قصص (ضريح السرو) تبهر الذائقة وتستفز الوعي لما تحمله من بلاغة وعمق فكري وأخلاقي فالقاص صاحب معرفة حقيقية بحركة الواقع فاستقدم الماضي إلى الحاضر مع تأكيده على خصوصية المكان والزمان لخلق معرفة متصلة بين الاثنين، من هنا نستطيع القول أن توجهات محمود يعقوب في كتابة القصة القصيرة هي تجربة لابد من دراستها وتقيمها كونها الأكثر غنى من تجارب غيرة من القصاصين الآخرين.
شكرا لأستاذي الجليل محمود يعقوب لهذه الشذرات الجميلة التي أثنى عليها الكثير ممن قرؤوها وأخيرا لا يسعنا إلا أن نقول إننا سوف ننتظر مجموعتك القصصية الجديدة (أثناء الحمى) والتي نتمنى أن تصدر قريبا.
أي الذاكرة المعرفية العامة مما دفعه إلى ممارسة الكتابة بنمط وجنس أدبي جديد بشكله العام، لهذا السبب وصفه بعض النقاد بأنه صاحب تجربة متميزة في كتابة القصة القصيرة،من هنا نرى النص قد اشتغل وفق مخيلة الخاص التي نشط فعلها استنادا إلى بنية الحوار والجدل والاستقراء، إضافة إلى استخدامه اللغة المحكية التي جعلها مصدرا لقصصه من خلال استيفائها للشكل القصصي المستوحى من هموم الناس وأحوالهم السياسية والاجتماعية ونجح في الاستفادة من التراث الذي أعاد صياغته وأضاف إليه أبعادا جديدة أعادة له الحياة كي ينسجم مع العصر وكي يستجيب لطبيعة تلك الهموم التي يعاني منها الإنسان في هذا العصر الملتبس، محققا انسجاما بين الأدوات الفنية للقصة إضافة إلى ذلك فقد وفق في الربط بين تجربة الإنسان اليومية وبين ما هو واقع على المستوى السياسي والوطني، ففي قصته (الرجاء الصالح) والتي أهداها إلى أستاذه الدكتور شاكر خصباك وهو احد القصاصين الذين عاشوا فترة غائب طعمة فرمان ومهدي عيسى الصقر وغانم الدباغ، هذه الأسماء التي تكشف عن تحول الوعي السياسي والثقافي للقاص محمود يعقوب، فلم يلجأ إلى الرمز أو التجريد كما يفعل ألان اغلب القصاصين لأنه يريد أن يمتع القارئ بما يكتبه بسهولة ويسر مبتعدا عن كل ما هو غريب ومعقد في اللغة،وان اغلب التجارب التي عاشها يعقوب سواء في طفولته أو شبابه قد نقلها بأمانه وصدق ومن دون تحوير أو إضافة وهي تعالج بعض المشاكل الاجتماعية كونه هو الراوي في اغلب قصص المجموعة، فقد أرخ الحياة السياسية والتناقضات الاجتماعية من خلال شرائح إنسانية شاركها رحلة الاضطراب والتعثر فكان شاهدا عليها وهذا ما نلمسه في العديد من قصصه في هذه المجموعة الرائعة كما وساهم مساهمة جادة وفعلية في اكتشاف الشخصيات لحظة احتدامها بالفعل اليومي وتجسيد غربتها وضياعها في لحظة حضورها الواقعي وخاصة في قصة (كرابيت) الشخصية الحقيقية والمهاجر الارمني والوحيد الذي استوطن مدينة الشطرة حتى مات فيها، لقد رسم محمود يعقوب خريطة تاريخية للأحداث والنماذج على حد السواء، فصصه تنتمي إلى الزمان والمكان المحددين وليس إلى ذهن القاص وحدة.
أراد القاص من خلال هذه المجموعة أن يرسم نموذجا للواقع الذي يعيشه الفرد العراقي آنذاك وحاليا، الواقع العراقي المليء بالمتاعب والفوضى، الواقع الذي تسبب بهجرة نجم الغجري ونوح الصابئي وهؤلاء نماذج للكثير من العراقيين ممن هاجروا أو هجروا قديما وحديثا، لقد انتقى محمود يعقوب أبطاله كنماذج شعبية عاشت في عفويتها وبساطتها وهي تواجه واقعها البائس فجابر بائع الصور المقدسة ونجم الغجري وغيرهم من الأبطال قد صورهم القاص أدق وأجمل تصوير وهم يعانون شضف العيش في سنوات عجاف وظروف معيشية قاسية حتى انه وبذكاء القاص المبدع استطاع أن ينقل هواجس هؤلاء ليعكس من خلالهم معاناة شعب بأكمله.
اعتمد محمود الأسلوب الواقعي الذي لا ريب فيه إلا انه اقترب من الواقعية الحسية في قصة (رشقت ماء) حيث ترك لأحاسيسه حرية امتلاك فضاء النص كما يقول احد النقاد، أما قصة (النوم مبتلا) فقد رفعته إلى أعلى درجات المثل الإنسانية عندما يصف علاقته بصديق طفولته (نوح الصابئي) ابتداء من الدراسة الابتدائية حتى هجرته خارج العراق، ليؤكد من خلال هذه القصة على عمق الروابط الاجتماعية والوطنية بين أبناء الوطن الواحد بغض النظر عن الانتماءات الأخرى كالدين والقومية والمذهب، واسهم القاص كذلك بتعريف المتلقي بما هو معاش في الزمان والمكان.
أن قصص (ضريح السرو) تبهر الذائقة وتستفز الوعي لما تحمله من بلاغة وعمق فكري وأخلاقي فالقاص صاحب معرفة حقيقية بحركة الواقع فاستقدم الماضي إلى الحاضر مع تأكيده على خصوصية المكان والزمان لخلق معرفة متصلة بين الاثنين، من هنا نستطيع القول أن توجهات محمود يعقوب في كتابة القصة القصيرة هي تجربة لابد من دراستها وتقيمها كونها الأكثر غنى من تجارب غيرة من القصاصين الآخرين.
شكرا لأستاذي الجليل محمود يعقوب لهذه الشذرات الجميلة التي أثنى عليها الكثير ممن قرؤوها وأخيرا لا يسعنا إلا أن نقول إننا سوف ننتظر مجموعتك القصصية الجديدة (أثناء الحمى) والتي نتمنى أن تصدر قريبا.
الأحد يونيو 29, 2014 1:49 am من طرف مصطفى الروحاني
» قصيدة هبة الله للشاعر العراقي عبدالله النائلي
الأحد يونيو 29, 2014 1:45 am من طرف مصطفى الروحاني
» رثائية حبيب للشاعر العراقي عبدالله النائلي
الأحد يونيو 29, 2014 1:44 am من طرف مصطفى الروحاني
» تعبان مثل العشگ
الإثنين أكتوبر 17, 2011 2:23 pm من طرف الفراشه الحالمه
» اشتقت اليـــــــك
الإثنين أكتوبر 17, 2011 3:20 am من طرف الفراشه الحالمه
» اخاف عليك من روحي
الإثنين أكتوبر 17, 2011 3:14 am من طرف الفراشه الحالمه
» نهر عطشان
الإثنين أكتوبر 17, 2011 3:08 am من طرف الفراشه الحالمه
» مرثية ليست اخيرة
السبت يونيو 18, 2011 7:00 pm من طرف سامي عبد المنعم
» رحيم الغالبي ..... لك العافية
السبت يونيو 18, 2011 9:16 am من طرف كامل الغزي
» تجليات الفنان الفطري حمد ماضي
الجمعة مايو 27, 2011 11:21 am من طرف كامل الغزي