القصة:-
https://2img.net/r/ihimizer/img411/489/50965562.jpg
يترك الفيلم بمجرياته بعض الحيرة، عندما يتتبع خيطا آخر، يكاد يكون مختلفا
وهو يتعلق بفتاة صغيرة تدعى "ماريا" تعيش في السهل المنبسط مع أبيها، الذي
يعمل طيارا يقوم برش المحاصيل الزراعية.
وبشكل غير منتظر، وأمام مرأى هذه الفتاة يتعرض الأب "سانياجو" إلى حادثة
تحطم لطائرته العمودية، ويصاب أثر ذلك إصابات بالغة، ليدخل إلى المستشفى،
ولا يجد صديقه المكسيكي "كارلوس" أمامه إلا الانتقال بالفتاة الصغيرة، إلى
أمريكا بحثا عن أمها.
تتكشف إحداث الفيلم قليلا وبالتدريج البطيء عندما يصل "كارلوس" إلى سيلفيا.
فتظنه مثل غيره من الرجال يحاول التودد غليها، فتعرض نفسها عليه، كما تفعل
دائما، لكنه يرفض ويسرد عليها قصة الفتاة الصغيرة "ماريا" والتي هي ابنتها
وقد سبق أن تركتها بعد يومين من ولادتها.
لقد احضر معه الفتاة الصغيرة بعد أن صارت بلا عائل، ولا تقبل الأم بذلك،
فقد قررت منذ سنوات هجر أسرتها وابنتها وزوجها، فهي لا تستحقها حسب رأيها
و لا تريد أن تكون أما.
لتبدأ رحلة حياة ربما مختلفة قليلا بالنسبة إلى سيلفيا، فهي قد قررت أن
تعود إلى شخصيتها الأولى ماريانا، بل وتزور زوجها السابق.
أمكنة وأزمنة:-
هناك صعوبة، رغم هذه التوضيحات، في طريقة السرد، فنحن إزاء شخصيات لها
أمكنة مختلفة ولها أزمنة مختلفة أيضا، كما أن الانتقال الذي يعتمد عليه
المخرج حر ولا يتوقف على التفسير أو الشرح أو ضرورة إيصال معنى محدود.
وهكذا سنجد في بداية الفيلم مشهد جنازة لكل من الأم والأب وقد احترقا في
العربة. إنهما نفس العاشقين الذي خان كل منهما أسرته، ولكن لا نعرف من هو
الفاعل الحقيقي بالتجديد
من هنا يجري التركيز على الفتاة ماريانا، والتي تكتشف خيانة أمها مع رجل
غريب، فتستخدم الغاز الخاص بتسخين الماء وتقطع الأنبوب، وتشعل النار في
العربة من تحتها وخارجها، في محاولة منها لإدخال الفزع في نفسية أمها لا
غير.
لكن الأم لا تخرج من العربة المحترقة وكذلك عشيقها، حيث تسيطر عليها حالة
أخرى من الارتباط الجسدي، لا تستطيع حرارة اللهب أن تخرجهما منها.
والواقع أن الفيلم لا يركز على إدانة الزوجة، لأن زوجها عاجز ولا تجد لها
ملجأ إلا العشيق. كما أن هناك حالة اندفاع لا تفسر، تسيطر على الأم، فلا
تتردد في الحفاظ على استمرارية العلاقة غير شرعية، رغم علمها بأن ابنتها
قد أدركت الحقيقة، وهو أمر تكرر مع الابنة ماريانا والتي ارتبطت بعلاقة
عاطفية وجسدية مع سانتياجو وهو ابن عشيق الأم.
فرغم التنافر بين العائلتين بسبب واقعة الخيانة والموت، إلا أن الابنة
تندفع في علاقة مع الابن، فتكرر الحوادث في دائرة واحدة، ولا اختلاف هنا
على أن عوامل الطبيعة تقوم بدورها الحقيقي، فنحن أمام الماء والأرض
والهواء والنار، وهى عناصر تفرض حضورها لما في الطبيعة البشرية من نقائص
لا تكملها إلا دورة هذه العناصر جمعيا.
سهل منبسط
هناك الأرض وهي سهل منبسط واضح ينكشف أمام الجميع، ثم في أكثر من مشهد يتم
البحث عن الماء، من قبل العاشقين، ومن قبل رب العائلة المخدوع أيضا.
أما الهواء فهو ساكن يأتي خلفية لما سيحدث، وهو خادم النار التي هبت فأحرقت
العربة وتكرر ذلك أيضا في حادث تحطم الطائرة، أمام مرأى الفتاة الصغيرة
ماريا. إن لحظات الصمت الطويلة وقلة الحوار واللقطات الجانبية تفرض حضور
الطبيعة. أما القصة فتبدو مجرد علاقات متداخلة لشخصيات يغلب عليها اليأس،
بسبب تورطها وسقوطها في شحنات عاطفية، أكثر مما يتحمله المكان نفسه، ولهذا
كان مصير الابنة سليفيا أقرب إلى مصير الأم نفسها.
رغم كل ذلك، لا يكاد يشعر المتفرج بأن هناك تعقيد وتركيب مصطنع في السرد
المتداخل، ذلك أن اختلاف الأجيال، يسمح بهذه الحدود الفاصلة بين الشخصيات،
والتي تعيش قريبة من بعضها، ورغم ذلك فإن مشاهد المدينة ربما تكون مقبولة
أكثر، من حيث الشكل الفني.
أما الحياة الحدودية ونوع الطبيعة – المكان – التي تجرى فيه الإحداث
فعليا، فهو سهل يتصف بالبساطة وربما يتضارب قليلا من نوعية الشكل التي
أعتمده المخرج وان كان الأمر يبدو وكأنه ولوج إلى عالم مختلف يسيطر على
الحياة الجديدة بكل تقلباتها وفي أماكن متباينة المستوى الاجتماعي. رغم
ذلك فالتأثير الخارجي ضعيف.
محرك الفيلم: -
ان الشخصيات تترك من الداخل ولا تسحبها الأمكنة الخارجية أو تخضعها
المتغيرات لها. ولهذا كان التمثيل هو المحرك للفيلم، وخصوصا بالنسبة لدور
سيلفيا، بعد ان قتلت أمها بدون قصد.
وقدمت نفسها قربانا للجميع وليس لشخص واحد، وهو الدور الذى قامت به الممثلة
تشاليز تيرون فى نقلة جديدة، تضاف الى أدوار أخرى مهمة سابقة فى أفلام
مثل: نوفمبر الجميل 2000 – مهمة ايطالية 2002 – رأس فى السماء 2—5 – فى
وادى الله 2007، ورغم ان هذه الممثلة قد قامت ب عدة أدوار أقرب الى
المغامرة مثل: الوجش 2003 – هانلوك 2007.
إلا أنها تترك فى أدوارها بطريقة يغلب عليها الجدية، وقد ساعدتها فى ذلك
قامتها الممشوقة وقدرتها على اختزال عدة تعبيرات فى وقت واحد.
جاذبية خاصة
-
دور الأم "جينا" التي قامت به كيم باسنجر وهى شقراء، يفترض أنها ليست
مكسيكية، بل أمريكية. كانت حلقة اتصال في الحدود البرية الأمريكية
المكسيكية وأداة من الروابط بين الثقافتين، ورغم إن لهذه الممثلة جاذبية
خاصة، إلا إن حضور الممثلة المكسيكية "جنيفر لورنس" كان أقوى.
فقد قامت بدور الابنة "مارينا" التي تمثل حلقة وسطى بين الأجيال، وهي
الشخصية التي هربت من المناطق الحدودية لتعيش في أمريكا ولكن بشخصية
مختلفة اخترعتها وهي سيلفيا في محاولة للانفصال الكامل عن ماضيها.
إما عن نهاية الفيلم، فيعتمد على الفتاة الصغيرة "ماري" وفي شريط سريع
تتذكر سيلفيا الإحداث السابقة، لتصل إلى المحطة النهائية التي يغلب عليها
التفاؤل، فالأب يمكن أن يتم علاجه، والأم كادت تتخلص من ألآمها السابقة،
ولتضع نهاية لحالة الهروب التي تسيطر عليها، والفتاة الصغيرة تنظر إلى
الإمام ولا تكاد تعرف شيئا عن الماضي، الماضي الذي لا يمكن التعامل معه
إلا بالنسيان.
https://2img.net/r/ihimizer/img411/489/50965562.jpg
يترك الفيلم بمجرياته بعض الحيرة، عندما يتتبع خيطا آخر، يكاد يكون مختلفا
وهو يتعلق بفتاة صغيرة تدعى "ماريا" تعيش في السهل المنبسط مع أبيها، الذي
يعمل طيارا يقوم برش المحاصيل الزراعية.
وبشكل غير منتظر، وأمام مرأى هذه الفتاة يتعرض الأب "سانياجو" إلى حادثة
تحطم لطائرته العمودية، ويصاب أثر ذلك إصابات بالغة، ليدخل إلى المستشفى،
ولا يجد صديقه المكسيكي "كارلوس" أمامه إلا الانتقال بالفتاة الصغيرة، إلى
أمريكا بحثا عن أمها.
تتكشف إحداث الفيلم قليلا وبالتدريج البطيء عندما يصل "كارلوس" إلى سيلفيا.
فتظنه مثل غيره من الرجال يحاول التودد غليها، فتعرض نفسها عليه، كما تفعل
دائما، لكنه يرفض ويسرد عليها قصة الفتاة الصغيرة "ماريا" والتي هي ابنتها
وقد سبق أن تركتها بعد يومين من ولادتها.
لقد احضر معه الفتاة الصغيرة بعد أن صارت بلا عائل، ولا تقبل الأم بذلك،
فقد قررت منذ سنوات هجر أسرتها وابنتها وزوجها، فهي لا تستحقها حسب رأيها
و لا تريد أن تكون أما.
لتبدأ رحلة حياة ربما مختلفة قليلا بالنسبة إلى سيلفيا، فهي قد قررت أن
تعود إلى شخصيتها الأولى ماريانا، بل وتزور زوجها السابق.
أمكنة وأزمنة:-
هناك صعوبة، رغم هذه التوضيحات، في طريقة السرد، فنحن إزاء شخصيات لها
أمكنة مختلفة ولها أزمنة مختلفة أيضا، كما أن الانتقال الذي يعتمد عليه
المخرج حر ولا يتوقف على التفسير أو الشرح أو ضرورة إيصال معنى محدود.
وهكذا سنجد في بداية الفيلم مشهد جنازة لكل من الأم والأب وقد احترقا في
العربة. إنهما نفس العاشقين الذي خان كل منهما أسرته، ولكن لا نعرف من هو
الفاعل الحقيقي بالتجديد
من هنا يجري التركيز على الفتاة ماريانا، والتي تكتشف خيانة أمها مع رجل
غريب، فتستخدم الغاز الخاص بتسخين الماء وتقطع الأنبوب، وتشعل النار في
العربة من تحتها وخارجها، في محاولة منها لإدخال الفزع في نفسية أمها لا
غير.
لكن الأم لا تخرج من العربة المحترقة وكذلك عشيقها، حيث تسيطر عليها حالة
أخرى من الارتباط الجسدي، لا تستطيع حرارة اللهب أن تخرجهما منها.
والواقع أن الفيلم لا يركز على إدانة الزوجة، لأن زوجها عاجز ولا تجد لها
ملجأ إلا العشيق. كما أن هناك حالة اندفاع لا تفسر، تسيطر على الأم، فلا
تتردد في الحفاظ على استمرارية العلاقة غير شرعية، رغم علمها بأن ابنتها
قد أدركت الحقيقة، وهو أمر تكرر مع الابنة ماريانا والتي ارتبطت بعلاقة
عاطفية وجسدية مع سانتياجو وهو ابن عشيق الأم.
فرغم التنافر بين العائلتين بسبب واقعة الخيانة والموت، إلا أن الابنة
تندفع في علاقة مع الابن، فتكرر الحوادث في دائرة واحدة، ولا اختلاف هنا
على أن عوامل الطبيعة تقوم بدورها الحقيقي، فنحن أمام الماء والأرض
والهواء والنار، وهى عناصر تفرض حضورها لما في الطبيعة البشرية من نقائص
لا تكملها إلا دورة هذه العناصر جمعيا.
سهل منبسط
هناك الأرض وهي سهل منبسط واضح ينكشف أمام الجميع، ثم في أكثر من مشهد يتم
البحث عن الماء، من قبل العاشقين، ومن قبل رب العائلة المخدوع أيضا.
أما الهواء فهو ساكن يأتي خلفية لما سيحدث، وهو خادم النار التي هبت فأحرقت
العربة وتكرر ذلك أيضا في حادث تحطم الطائرة، أمام مرأى الفتاة الصغيرة
ماريا. إن لحظات الصمت الطويلة وقلة الحوار واللقطات الجانبية تفرض حضور
الطبيعة. أما القصة فتبدو مجرد علاقات متداخلة لشخصيات يغلب عليها اليأس،
بسبب تورطها وسقوطها في شحنات عاطفية، أكثر مما يتحمله المكان نفسه، ولهذا
كان مصير الابنة سليفيا أقرب إلى مصير الأم نفسها.
رغم كل ذلك، لا يكاد يشعر المتفرج بأن هناك تعقيد وتركيب مصطنع في السرد
المتداخل، ذلك أن اختلاف الأجيال، يسمح بهذه الحدود الفاصلة بين الشخصيات،
والتي تعيش قريبة من بعضها، ورغم ذلك فإن مشاهد المدينة ربما تكون مقبولة
أكثر، من حيث الشكل الفني.
أما الحياة الحدودية ونوع الطبيعة – المكان – التي تجرى فيه الإحداث
فعليا، فهو سهل يتصف بالبساطة وربما يتضارب قليلا من نوعية الشكل التي
أعتمده المخرج وان كان الأمر يبدو وكأنه ولوج إلى عالم مختلف يسيطر على
الحياة الجديدة بكل تقلباتها وفي أماكن متباينة المستوى الاجتماعي. رغم
ذلك فالتأثير الخارجي ضعيف.
محرك الفيلم: -
ان الشخصيات تترك من الداخل ولا تسحبها الأمكنة الخارجية أو تخضعها
المتغيرات لها. ولهذا كان التمثيل هو المحرك للفيلم، وخصوصا بالنسبة لدور
سيلفيا، بعد ان قتلت أمها بدون قصد.
وقدمت نفسها قربانا للجميع وليس لشخص واحد، وهو الدور الذى قامت به الممثلة
تشاليز تيرون فى نقلة جديدة، تضاف الى أدوار أخرى مهمة سابقة فى أفلام
مثل: نوفمبر الجميل 2000 – مهمة ايطالية 2002 – رأس فى السماء 2—5 – فى
وادى الله 2007، ورغم ان هذه الممثلة قد قامت ب عدة أدوار أقرب الى
المغامرة مثل: الوجش 2003 – هانلوك 2007.
إلا أنها تترك فى أدوارها بطريقة يغلب عليها الجدية، وقد ساعدتها فى ذلك
قامتها الممشوقة وقدرتها على اختزال عدة تعبيرات فى وقت واحد.
جاذبية خاصة
-
دور الأم "جينا" التي قامت به كيم باسنجر وهى شقراء، يفترض أنها ليست
مكسيكية، بل أمريكية. كانت حلقة اتصال في الحدود البرية الأمريكية
المكسيكية وأداة من الروابط بين الثقافتين، ورغم إن لهذه الممثلة جاذبية
خاصة، إلا إن حضور الممثلة المكسيكية "جنيفر لورنس" كان أقوى.
فقد قامت بدور الابنة "مارينا" التي تمثل حلقة وسطى بين الأجيال، وهي
الشخصية التي هربت من المناطق الحدودية لتعيش في أمريكا ولكن بشخصية
مختلفة اخترعتها وهي سيلفيا في محاولة للانفصال الكامل عن ماضيها.
إما عن نهاية الفيلم، فيعتمد على الفتاة الصغيرة "ماري" وفي شريط سريع
تتذكر سيلفيا الإحداث السابقة، لتصل إلى المحطة النهائية التي يغلب عليها
التفاؤل، فالأب يمكن أن يتم علاجه، والأم كادت تتخلص من ألآمها السابقة،
ولتضع نهاية لحالة الهروب التي تسيطر عليها، والفتاة الصغيرة تنظر إلى
الإمام ولا تكاد تعرف شيئا عن الماضي، الماضي الذي لا يمكن التعامل معه
إلا بالنسيان.
الأحد يونيو 29, 2014 1:49 am من طرف مصطفى الروحاني
» قصيدة هبة الله للشاعر العراقي عبدالله النائلي
الأحد يونيو 29, 2014 1:45 am من طرف مصطفى الروحاني
» رثائية حبيب للشاعر العراقي عبدالله النائلي
الأحد يونيو 29, 2014 1:44 am من طرف مصطفى الروحاني
» تعبان مثل العشگ
الإثنين أكتوبر 17, 2011 2:23 pm من طرف الفراشه الحالمه
» اشتقت اليـــــــك
الإثنين أكتوبر 17, 2011 3:20 am من طرف الفراشه الحالمه
» اخاف عليك من روحي
الإثنين أكتوبر 17, 2011 3:14 am من طرف الفراشه الحالمه
» نهر عطشان
الإثنين أكتوبر 17, 2011 3:08 am من طرف الفراشه الحالمه
» مرثية ليست اخيرة
السبت يونيو 18, 2011 7:00 pm من طرف سامي عبد المنعم
» رحيم الغالبي ..... لك العافية
السبت يونيو 18, 2011 9:16 am من طرف كامل الغزي
» تجليات الفنان الفطري حمد ماضي
الجمعة مايو 27, 2011 11:21 am من طرف كامل الغزي