بلاد يقطنها الرماد..إضاءة في عتمة الدكتاتورية / خضير السعداوي
.
من يقرا رواية بلاد يسكنها الرماد للكاتب صباح مطر التي صدرت مؤخرا من مؤسسة مصر مرتضى للكتاب العراقي....يؤشر ملاحظة مهمة في هذا العمل الروائي إلا وهو التوثيق الدقيق لفترة زمنية من أحلك الفترات التي عاشها شعبنا العراقي خلال الحقبة الدكتاتورية وهو تسجيل لألام ووجع هذا الشعب بكل فئاته واعتقد انه أول عمل روائي لكاتب عراقي يدين تلك الحقبة ويسجل بصدق مسيرة حياة شعب كان قدره أن يكون فريسة لأعتى دكتاتورية عرفها التاريخ المعاصر بأسلوب واقعي رقيق واهم شيء فيه هو الوضوح في الرؤى للوصول إلى الهدف الذي يريد الكاتب أن يوصله للمتلقي بعيدا عن الغموض أو المباشرة ، أنا من الذين يعتقدون أن الدكتاتورية محظوظة جدا وإذا سئلت كيف؟ أجيب لم يصدر عمل أو منتج أدبي أو عمل درامي يدين تلك الحقبة رغم فضاعتها وساديتها الخرافية في تدمير كل شيء جميل في العراق أو يوثق للقوى التي وقفت في وجه الدكتاتورية كجزء من تاريخ مشرف لتلك القوى عدا أعمال على عدد الأصابع , في الوقت الذي لو قارنا بين المنتج الأدبي والأعمال الدرامية التي تدين حقبة الحكم الملكي لو جدنا أن كفة المنتج الذي يوثق للفترة الملكية أكثر بكثير..على الرغم أن تلك الحقبة لم تكن بذلك السوء مقارنة بفترة تعاقب الدكتاتوريات على العراق. من هنا أقول أن الكاتب صباح مطر كان سباقا لتوثيق الظلم والقسوة والحروب العبثية وجور الحاكم عبر عمل روائي قل نظيره في الوقت الذي يلزم اغلب مبدعينا الصمت ولم نر أي عمل من هذا النوع عدا أعمال مفرطة بالرمزية والغموض لم تزد سوى أعداد الكتب التي أودعت في المكتبات يعلوها الغبار فارقها القارئ لأنها لم تكتب للقارئ وإنما كتبت للكاتب نفسه بطلسمية لايفك رموزها إلا كاتبها...أو ناقد حداثوي يزيد من غموضها غموضا....منطلقين من المحاكاة الهزيلة لما ينتجه الغرب الذي سبقنا بمراحل كبيرة من التطور في كافة المجالات...متناسين إننا جزء من شعب يعيش الأمية والتخلف والتي كانت نتاجا طبيعيا لفترة حكم الدكتاتورية ،ما يريده الناس من يكتب عن معاناتهم وآلامهم وتطلعاتهم لايريد الناس المثقف المبدع يعيش في برج عاج متفرجً على ما يحدث واعتقد أن مقولة ((المثقفون يقفون على التل)) مقولة فيها كثير من الصواب . خاصة في هذه الفترة عندما أصبح المثقف مجرد مكتبة تستوعب كما هائلا من الكتب دون مخرجات تبني أو تؤسس لمراحل مستقبليه لوطن أدمته جراحات الحروب....وكان مثقفوه يصطفون في ركن المتفرجين .أن من يقرا رواية بلاد يسكنها الرماد يشعر أن أبطالها.....أنا.....وأنت....هو....وهي....ممن أحرقت الدكتاتورية أحلى سنوات أعمارهم في مقامراتها الخاسرة.....إنها الواقعية الرائعة في تصوير المعاناة والتي تشعرنا إننا في مركب واحد وان العواصف إذا هبت لا تستثني أحدا من ركابه....
دعوة لقراءة هذه الرواية ليس من باب الدعاية لها أو لكاتبها ولكن كي نشجع هذه الأعمال التي تشد القارئ لمواكبة الحركة الثقافية عبر مثل هكذا أعمال جادة وهادفة تنطلق من هموم الحياة اليومية التي يعيشها المواطن البسيطة وخط مسار هادف ينطلق من الجزئيات البسيطة ليصل إلى الكل الوطني بفسيفسائه العراقية الجميلة....
.
من يقرا رواية بلاد يسكنها الرماد للكاتب صباح مطر التي صدرت مؤخرا من مؤسسة مصر مرتضى للكتاب العراقي....يؤشر ملاحظة مهمة في هذا العمل الروائي إلا وهو التوثيق الدقيق لفترة زمنية من أحلك الفترات التي عاشها شعبنا العراقي خلال الحقبة الدكتاتورية وهو تسجيل لألام ووجع هذا الشعب بكل فئاته واعتقد انه أول عمل روائي لكاتب عراقي يدين تلك الحقبة ويسجل بصدق مسيرة حياة شعب كان قدره أن يكون فريسة لأعتى دكتاتورية عرفها التاريخ المعاصر بأسلوب واقعي رقيق واهم شيء فيه هو الوضوح في الرؤى للوصول إلى الهدف الذي يريد الكاتب أن يوصله للمتلقي بعيدا عن الغموض أو المباشرة ، أنا من الذين يعتقدون أن الدكتاتورية محظوظة جدا وإذا سئلت كيف؟ أجيب لم يصدر عمل أو منتج أدبي أو عمل درامي يدين تلك الحقبة رغم فضاعتها وساديتها الخرافية في تدمير كل شيء جميل في العراق أو يوثق للقوى التي وقفت في وجه الدكتاتورية كجزء من تاريخ مشرف لتلك القوى عدا أعمال على عدد الأصابع , في الوقت الذي لو قارنا بين المنتج الأدبي والأعمال الدرامية التي تدين حقبة الحكم الملكي لو جدنا أن كفة المنتج الذي يوثق للفترة الملكية أكثر بكثير..على الرغم أن تلك الحقبة لم تكن بذلك السوء مقارنة بفترة تعاقب الدكتاتوريات على العراق. من هنا أقول أن الكاتب صباح مطر كان سباقا لتوثيق الظلم والقسوة والحروب العبثية وجور الحاكم عبر عمل روائي قل نظيره في الوقت الذي يلزم اغلب مبدعينا الصمت ولم نر أي عمل من هذا النوع عدا أعمال مفرطة بالرمزية والغموض لم تزد سوى أعداد الكتب التي أودعت في المكتبات يعلوها الغبار فارقها القارئ لأنها لم تكتب للقارئ وإنما كتبت للكاتب نفسه بطلسمية لايفك رموزها إلا كاتبها...أو ناقد حداثوي يزيد من غموضها غموضا....منطلقين من المحاكاة الهزيلة لما ينتجه الغرب الذي سبقنا بمراحل كبيرة من التطور في كافة المجالات...متناسين إننا جزء من شعب يعيش الأمية والتخلف والتي كانت نتاجا طبيعيا لفترة حكم الدكتاتورية ،ما يريده الناس من يكتب عن معاناتهم وآلامهم وتطلعاتهم لايريد الناس المثقف المبدع يعيش في برج عاج متفرجً على ما يحدث واعتقد أن مقولة ((المثقفون يقفون على التل)) مقولة فيها كثير من الصواب . خاصة في هذه الفترة عندما أصبح المثقف مجرد مكتبة تستوعب كما هائلا من الكتب دون مخرجات تبني أو تؤسس لمراحل مستقبليه لوطن أدمته جراحات الحروب....وكان مثقفوه يصطفون في ركن المتفرجين .أن من يقرا رواية بلاد يسكنها الرماد يشعر أن أبطالها.....أنا.....وأنت....هو....وهي....ممن أحرقت الدكتاتورية أحلى سنوات أعمارهم في مقامراتها الخاسرة.....إنها الواقعية الرائعة في تصوير المعاناة والتي تشعرنا إننا في مركب واحد وان العواصف إذا هبت لا تستثني أحدا من ركابه....
دعوة لقراءة هذه الرواية ليس من باب الدعاية لها أو لكاتبها ولكن كي نشجع هذه الأعمال التي تشد القارئ لمواكبة الحركة الثقافية عبر مثل هكذا أعمال جادة وهادفة تنطلق من هموم الحياة اليومية التي يعيشها المواطن البسيطة وخط مسار هادف ينطلق من الجزئيات البسيطة ليصل إلى الكل الوطني بفسيفسائه العراقية الجميلة....
الأحد يونيو 29, 2014 1:49 am من طرف مصطفى الروحاني
» قصيدة هبة الله للشاعر العراقي عبدالله النائلي
الأحد يونيو 29, 2014 1:45 am من طرف مصطفى الروحاني
» رثائية حبيب للشاعر العراقي عبدالله النائلي
الأحد يونيو 29, 2014 1:44 am من طرف مصطفى الروحاني
» تعبان مثل العشگ
الإثنين أكتوبر 17, 2011 2:23 pm من طرف الفراشه الحالمه
» اشتقت اليـــــــك
الإثنين أكتوبر 17, 2011 3:20 am من طرف الفراشه الحالمه
» اخاف عليك من روحي
الإثنين أكتوبر 17, 2011 3:14 am من طرف الفراشه الحالمه
» نهر عطشان
الإثنين أكتوبر 17, 2011 3:08 am من طرف الفراشه الحالمه
» مرثية ليست اخيرة
السبت يونيو 18, 2011 7:00 pm من طرف سامي عبد المنعم
» رحيم الغالبي ..... لك العافية
السبت يونيو 18, 2011 9:16 am من طرف كامل الغزي
» تجليات الفنان الفطري حمد ماضي
الجمعة مايو 27, 2011 11:21 am من طرف كامل الغزي