هكذا يفصح لنا ديوان الشاعر زامل سعيد فتاح "المكَيَّر" عن قصائد أصبحت تحف غنائية غالية الثمن بسيطة التناول عصية على النسيان، ولم يكتفِ هذا الديوان الصغير بذلك، بل راح يشكو عشقه الجميل إلى كل من عرف فرحة العشق، بصوت ومن بين أوتار الملحن طالب القره غولي في قصيدة "شكوى" التي عرفها المستمع العراقي بصوت المطرب رضا الخياط من خلال كلماتها الدافئة:
تكبر فرحتي بعيني
وأشوف الدنيه بعيونك
ويمر بخاطري وضني
أمل وردي من أشوفنك
وهذه الأغنية هي أول أغنية يغنيها داود القيسي قبل أن يتحول إلى غناء الأغاني والأناشيد التي كانت تهدف إلى خدمة الفكر البعثي وجنرالاته. انتشرت هذه الأغنية بصوت رضا الخياط وطالب القره غولي بشكل ملفت للنظر، حيث دخلت كل البيوتات العراقية بعدما سكنت قلوب العاشقين، على الرغم من إنها بقيت حبيسة الكاسيتات ولم تصور إلى التلفزيون.
وهنا نصل إلى قصيدة "نسينه يا هوى"، هذه القصيدة التي أصبحت أغنية عراقية دافئة عندما سمعتها الأذن العراقية بصوت المطرب فؤاد سالم، هذه الأغنية خرجت بجملها الموسيقية الجميلة والمتقنة من بين أوتار الفنان الملحن ياسين الراوي:
نسينه يا هوى انسينه…
وتبعنه قلوبنا وحبينه
وعلى شاطي المحبَّة اسنين…
ودروب الهوى امشينه
ولا تزال هذه الأغنية ساكنة أذهان العراقيين، حيث يطلب الجمهور سماعها في كل مرة يكون فيها المطرب فؤاد سالم في حفلة من حفلات منفاه.
أما قصيدة الغلاف (اختار مصمم الغلاف قصيدة "يا غريب الدار" من بين قصائد الديوان لتكون الوجه الحقيقي والمعبر عن ما يحتويه– للأسف لم يذكر اسم المصمم على صفحات الديوان) فلقد أهداها الشاعر زامل سعيد فتاح إلى صديقه حيدر الجاسم الذي كان يقيم في إيطاليا، وهي قصيدة تشكو البعد والغربة، وهي صورة شعرية وأحاسيس لحالة إنسانية لم يكن العراقيون قد اعتادوا عليها بعد:
يا غريب الدار من دار الأهل
هاك بوسة شوق معتز بيها
من نواعير الغفت حدر النخل
من ثنايا الهور، من برديها
هاك بوسة لعينك الحلوه كحل
شوف بيها أحبابك وناغيها
خرجت هذه الأغنية من بين أوتار ملحن ترك أثره الواضح في تاريخ الأغنية العراقية، إنه الملحن الراحل كمال السيد، هذا الملحن الذي لحن لأغلب المطربين العراقيين، فما من مطرب عراقي عرفه الجمهور وسمعه باحترام إلا وكان للسيد حصة فيه، أما هذه الأغنية "يا غريب الدار" فلها طعمها الخاص، كونها خرجت إلى المستمع العراقي بصوت مطرب صداح احترمه الجمهور العراقي بشكل مميز إنه المطرب قحطان العطار، صاحب أغاني الفرح الذي أتعبته الغربة وبلاد المنافي.
في الأشهر الأخيرة من عام 1983 توفي الشاعر زامل سعيد فتاح أثر حادث سير غامض كثرت عنه الأقاويل والشبهات، ففي إحدى ليالي بغداد الشتوية خرج زامل سعيد فتاح من مبنى إتحاد الأدباء وكان بمعية المخرج نبيل إبراهيم الذي كان يقود السيارة التي سرعان ما اصطدمت بسيارة أخرى، ليكون هذا الشاعر، شاعر "المكَيَّر" الضحية الوحيدة في هذا الحادث.
ربما هو العطش الذي نعانيه منذ سنوات طوال، عطش الكلمات الدافئة واللحن الساحر، عطش العراق ودموع النخيل، ما دفعني للكتابة عن هذا الديوان، ديوان "المكَيَّر" الذي صدر قبل اثنين وثلاثين عاماً، وعن هذا الشاعر العراقي الذي يستحق أن يُذكَر ويُكَرَّم كل عام، إنه شاعر "المكَيَّر".
واحة زرياب
تكبر فرحتي بعيني
وأشوف الدنيه بعيونك
ويمر بخاطري وضني
أمل وردي من أشوفنك
وهذه الأغنية هي أول أغنية يغنيها داود القيسي قبل أن يتحول إلى غناء الأغاني والأناشيد التي كانت تهدف إلى خدمة الفكر البعثي وجنرالاته. انتشرت هذه الأغنية بصوت رضا الخياط وطالب القره غولي بشكل ملفت للنظر، حيث دخلت كل البيوتات العراقية بعدما سكنت قلوب العاشقين، على الرغم من إنها بقيت حبيسة الكاسيتات ولم تصور إلى التلفزيون.
وهنا نصل إلى قصيدة "نسينه يا هوى"، هذه القصيدة التي أصبحت أغنية عراقية دافئة عندما سمعتها الأذن العراقية بصوت المطرب فؤاد سالم، هذه الأغنية خرجت بجملها الموسيقية الجميلة والمتقنة من بين أوتار الفنان الملحن ياسين الراوي:
نسينه يا هوى انسينه…
وتبعنه قلوبنا وحبينه
وعلى شاطي المحبَّة اسنين…
ودروب الهوى امشينه
ولا تزال هذه الأغنية ساكنة أذهان العراقيين، حيث يطلب الجمهور سماعها في كل مرة يكون فيها المطرب فؤاد سالم في حفلة من حفلات منفاه.
أما قصيدة الغلاف (اختار مصمم الغلاف قصيدة "يا غريب الدار" من بين قصائد الديوان لتكون الوجه الحقيقي والمعبر عن ما يحتويه– للأسف لم يذكر اسم المصمم على صفحات الديوان) فلقد أهداها الشاعر زامل سعيد فتاح إلى صديقه حيدر الجاسم الذي كان يقيم في إيطاليا، وهي قصيدة تشكو البعد والغربة، وهي صورة شعرية وأحاسيس لحالة إنسانية لم يكن العراقيون قد اعتادوا عليها بعد:
يا غريب الدار من دار الأهل
هاك بوسة شوق معتز بيها
من نواعير الغفت حدر النخل
من ثنايا الهور، من برديها
هاك بوسة لعينك الحلوه كحل
شوف بيها أحبابك وناغيها
خرجت هذه الأغنية من بين أوتار ملحن ترك أثره الواضح في تاريخ الأغنية العراقية، إنه الملحن الراحل كمال السيد، هذا الملحن الذي لحن لأغلب المطربين العراقيين، فما من مطرب عراقي عرفه الجمهور وسمعه باحترام إلا وكان للسيد حصة فيه، أما هذه الأغنية "يا غريب الدار" فلها طعمها الخاص، كونها خرجت إلى المستمع العراقي بصوت مطرب صداح احترمه الجمهور العراقي بشكل مميز إنه المطرب قحطان العطار، صاحب أغاني الفرح الذي أتعبته الغربة وبلاد المنافي.
في الأشهر الأخيرة من عام 1983 توفي الشاعر زامل سعيد فتاح أثر حادث سير غامض كثرت عنه الأقاويل والشبهات، ففي إحدى ليالي بغداد الشتوية خرج زامل سعيد فتاح من مبنى إتحاد الأدباء وكان بمعية المخرج نبيل إبراهيم الذي كان يقود السيارة التي سرعان ما اصطدمت بسيارة أخرى، ليكون هذا الشاعر، شاعر "المكَيَّر" الضحية الوحيدة في هذا الحادث.
ربما هو العطش الذي نعانيه منذ سنوات طوال، عطش الكلمات الدافئة واللحن الساحر، عطش العراق ودموع النخيل، ما دفعني للكتابة عن هذا الديوان، ديوان "المكَيَّر" الذي صدر قبل اثنين وثلاثين عاماً، وعن هذا الشاعر العراقي الذي يستحق أن يُذكَر ويُكَرَّم كل عام، إنه شاعر "المكَيَّر".
واحة زرياب
الأحد يونيو 29, 2014 1:49 am من طرف مصطفى الروحاني
» قصيدة هبة الله للشاعر العراقي عبدالله النائلي
الأحد يونيو 29, 2014 1:45 am من طرف مصطفى الروحاني
» رثائية حبيب للشاعر العراقي عبدالله النائلي
الأحد يونيو 29, 2014 1:44 am من طرف مصطفى الروحاني
» تعبان مثل العشگ
الإثنين أكتوبر 17, 2011 2:23 pm من طرف الفراشه الحالمه
» اشتقت اليـــــــك
الإثنين أكتوبر 17, 2011 3:20 am من طرف الفراشه الحالمه
» اخاف عليك من روحي
الإثنين أكتوبر 17, 2011 3:14 am من طرف الفراشه الحالمه
» نهر عطشان
الإثنين أكتوبر 17, 2011 3:08 am من طرف الفراشه الحالمه
» مرثية ليست اخيرة
السبت يونيو 18, 2011 7:00 pm من طرف سامي عبد المنعم
» رحيم الغالبي ..... لك العافية
السبت يونيو 18, 2011 9:16 am من طرف كامل الغزي
» تجليات الفنان الفطري حمد ماضي
الجمعة مايو 27, 2011 11:21 am من طرف كامل الغزي